بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
كفانا القمص «موسى إبراهيم»، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، مؤنة القلق على صحة (بابا مصر) قداسة البابا «تواضروس الثانى»، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قال القمص موسى: «قداسته بصحة جيدة ويمارس نشاطه الرعوى بشكل طبيعى».
المتحدث الرسمى دلف مباشرة إلى الملف الصحى للبابا حتى يقطع الطريق على المرجفين الذين يتناولون صحة قداسته بسوء، قال: «لقداسة البابا ملف صحى بأحد مستشفيات أوروبا منذ ١٥ سنة، يجرى من خلاله المتابعات الدورية الروتينية»، يسلم من كل شر، ودعوات المحبين موصولة بموفور الصحة والسعادة.
محير هذا الذى يتجدد عقب كل عيد، نفس الخبر (مرض البابا) سرى كالفيروس المتحرر بعد عيد الميلاد الماضى، وخرج القمص موسى يومها ينفى، راجعوا تصريحات القمص بعد عيد الميلاد فى السابع من يناير الماضى.
وعقب عيد القيامة، لم يتأخر الخبر وجرى تشييره من صفحات مجهولة، إزاء خبر مجهول عن مرض البابا يتكاثر فى الفضاء الإلكترونى، حكى بغيض دون تحقق يذكر، فتصير قصة صحفية مثيرة، ومع بعض الإضافات تتحول الكذبة إلى ما يشبه الحقيقة، ما يقلق شعب الكنيسة فى قلب الشعب المصرى.
فبركة الأخبار عن صحة البابا تواضروس باتت ظاهرة إلكترونية، وحسنًا فعل القمص موسى بقطع قول كل لسان طويل يخوض فى صحة البابا متعمدا إثارة القلق داخل الكنيسة، فيطمع الذى فى قلبه مرض، وليس هناك أقسى من مرض البابا على سلام الكنيسة الداخلى.
لافت تكاثر الشائعات المؤذية بشأن صحة البابا فى فترات السكون بعد الأعياد التى يسطع فيها نجم البابا فى الصلوات والقداسات، واستقبال المهنئين، وكأنهم (المرجفين فى الكنيسة) يخشون ظهورات بابا المصريين بكل هذا الألق المحبب.
نعم.. البابا تواضروس الثانى له ملف صحى بأحد مستشفيات أوروبا منذ ١٥ سنة، يجرى من خلاله المتابعات الدورية الروتينية، وهذا ليس خبرا تكتمه الكنيسة، بل صرح به البابا مرارا، يقول البابا تواضروس، عافاه الله: «الأتعاب الجسدية حلها أريح شوية وتروح».
البابا تعليقًا على صورة متداولة تظهر آلام الظهر لديه «إن هناك ٣ أمور أساسية لتحقيق راحة الظهر، وهى المياه والشمس والنوم.. أنا أشرب المياه، لكن تعرضى للشمس قليل بسبب التحرك بالسيارة».
ولمن لا يعلم ويهرف لغوا كريها، البابا تواضروس الثانى يعانى من متاعب فى عموده الفقرى، وأجرى جراحة ويراجع الأطباء، وجع العمود الفقرى يعانيه البابا بسبب نومة «القلاية» الخشنة فى بواكير الخدمة الكهنوتية.
أحسن القمص موسى فى إفادته عن صحة البابا، للأسف سِلو بلدنا تكتم أخبار المرض، وكأنه عيب نتدارى منه، حتى بين العاديين لا يصرحون، الكتمان يحتاج إلى دراسة اجتماعية حول السلوك الجمعى والميل إلى كتمان المرض، وكأنه ما يتخفى منه.
مستوجب تغيير هذا السلوك فى حالة مرض كبار القوم، الشفافية تلجم التكهنات وتبدد الشائعات، وتشخص الحالة الصحية على قدرها.. وهذا من حق العامة فى الطرقات الاطمئنان على صحة القادة، سياسيين ودينيين وغيرهم كثير من رموز المجتمع من المشاهير.. لا نملك رفاهية الاجتهاد فى هكذا أخبار حساسة تقض مضاجع الملايين.