شعب مصر

الحُنُوّ الرئاسى

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

للرئيس السيسى مقولة لافتة «هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه»، ظن البعض أن العبارة عميقة المعنى غابت في تلافيف الأزمة الاقتصادية، حتى أيقظها الرئيس في كلمته المهمة في «المنيا الجديدة».

لافت الحُنُوّ الرئاسى في تفاصيل الحزمة الاجتماعية الجديدة مضافة إلى حزم سبقت، الرئيس يكرم الطيبين ويُنزلهم منازلهم، لقاء الرئيس مع أهلنا في المنيا التجسيد الحى للحُنوّ، كان حانيًا في كلمته، عطوفًا.

والحنو اسم، مصدره حَنَا، والحُنُوّ بمعنى الحُبّ الأبوى، وكل مشتقات الحنو الرئاسى، وبالأحرى الأبوى، كانت حاضرة في زيارته الرئاسية لعروس الصعيد، والحُنُوّ اسم يعنى فِى قَلْبِهِ عَطْفٌ، وشَفَقَةٌ على مَن تقطعت بهم أسباب الرزق.

 

العطفة الرئاسية ليست جديدة على رجل عطوف، يقدر التضحيات، ولا ينسى أصحاب الفضل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، الرئيس يمسح على الرؤوس المتعبة، ويبلسم الجراح التي خلّفتها الأزمة الاقتصادية بحزمة اجتماعية مُقدَّرة.

للرئيس أيضًا مقولة لافتة، تقول : «محدش هيحب الشعب المصرى أكتر من حكومته ورئيسه»، مقولة ترسم الخطوط العريضة للسياسات الاقتصادية، التي تعنى بالبعد الاجتماعى ومصالح الطيبين، وتقطع الطريق على المرجفين.

لسان حال الرئيس في كلمته إلى المواطن : لستَ وحدك، نحن في ضهرك، ونسند بعضنا بعضًا حتى تمر الأزمة بأقل قدر من الأعباء المعيشية.

تفرق مع الناس الطيبة مثل هذه العطفة الرئاسية، حزمة مساعدات على وقتها، المواطن البسيط يستحق، والحكومة عينها على الطبقات الفقيرة، التي تعانى انعكاسات الأزمة الاقتصادية العاتية، التي أرهقت اقتصاديات ضخمة، حتى الاقتصاد الأمريكى.

لسنا استثناء، والتضخم العالمى ألقى بظلاله على الاقتصاد الوطنى، ومع ارتفاع فاتورة (خدمة الدَّيْن) مرتهنًا بارتفاع أسعار الدولار، فما أثقل الفاتورة التي تتكلفها الموازنة العامة، وعند الحكومة «القروض فروض»، ومصر تؤدى فروضها على وقتها، لم تتأخر يومًا عن سداد المستحقات، وهذا محل تقدير من المؤسسات المالية العالمية.

دعك من المزايدات الرخيصة من المنصات العقورة، الشعب المصرى يثق في قيادته السياسية، ويعلم علم اليقين أنها في حالة اضطرار لأسباب خارجة عن حد الاستطاعة، مرغم أخاك.. ولو كان في الإمكان لما كان الاضطرار.

والعارفون بالاقتصاد يعلمون علم اليقين أن صمود الدولة المصرية في مواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة الفيروسية، وتلتها ولا تزال الحرب الأوكرانية، معجزة اقتصادية بكل المقاييس العالمية.

وهذا منشور في كبريات المنصات الاقتصادية العالمية.كما يقولون شدة وتزول، واشتَدِّى أزمَةُ تَنفَرِجى، والصبر مفتاح الفرج، وفرجه قريب، فقط نتفهم ما تُقدم عليه الحكومة مضطرة من إجراءات تقشفية، مع مظلة اجتماعية معتبرة تُظلل الطبقات الفقيرة في قعور بيوتها البسيطة، ليس أعظم من تضحيات الشعب الصابر على تصاريف القدَر.

حزمة المساعدات الرئاسية، التي من لحم الموازنة الحى، محل تقدير، ومطلوب من «القطاع الخاص» أن يحذو حذو الحكومة وينفر رجال المال والأعمال والصناعة إلى مساعدة الطيبين على المعايش، وحدث قبلًا ومتوقع مبادرات معتبرة في هذا السياق، وبالسوابق يُعرفون في قلب الأزمات.

ومطلوب من ناسنا الطيبين الترشيد في سياق ثقافة الاستهلاك التقشفية المستوجبة، المؤازرة الشعبية لمثل هذه العطفة الرئاسية تنتج أثرًا طيبًا بترشيد الاستهلاك، وتحكيم فقه الضروريات، وإعانة الحكومة على المرور من الأزمة الاقتصادية بعيون مستبصرة، وعقول نيرة، ونفوس مستبشرة، وإشاعة الأمل، وكما يقولون إشاعة الأمل صنعة، وعيش بالأمل أغنية موحية بالتفاؤل.. تفاءلوا بالخير تجدوه.