بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
والدعاء باللطف موصول، المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الحمد لله، ينفى وقوع زلزال فى مصر ليل الجمعة. يبدو لدينا شعور داخلى بالزلازل، تأسيسًا على زلزال صباح الجمعة، هزة أرضية هزتنا من الأعماق بقوة ٤.١ درجة على مقياس ريختر على عمق ١٠ كيلومترات شمال مدينة السويس.
الدكتور «جاد القاضى»، رئيس المعهد، خرج على الناس لائمًا: «المعهد لن يُخفى الزلزال»، ولسان حاله: أتُصدقون الصحف والمواقع الإخبارية، وتُكذبون المعهد؟!.
متحديًا: إذا كانت لديهم آليات رصد للزلازل فليكشفوها للمجتمع، قاطعًا: محطات الزلازل لم ترصد أى نشاط زلزالى ليل الجمعة.. هنخبِّى الزلزال ليه وفين؟!.
ربك عالم بحالنا، وعلمك بحالى يُغنيك عن سؤالى، الزلازل وتوابعها فى الجوار السورى والتركى تهزنا من الأعماق، تُذكرنا بزلزال ١٢ أكتوبر ١٩٩٢.. يجتاحك طوفان من الذكريات الأليمة.. الله لا يعيدها أبدًا.. قادر يا كريم.
منذ وقوع الزلزال التركى، والهسس الزلزالى شغال، تصحو على هاتف يُورثك قلقًا: حسيت بالزلزال؟، تطالع صفحتك على الفيس فيصدمك حديث الزلزال، وتويتر متوتر التغريدات.. حديث الزلزال يسرى.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى يمزحون زلزاليًّا، يتبادلون نكات لطيفة تجسد شعورهم بزلزال الجمعة المخفى، يسخرون من الزلزال، أجمل حاجة فى الشعب المصرى سخريته من الكوارث، ومواجهته للأقدار بقلب سليم.
الطيبون يعالجون الخوف بالدعاء، وخير الدعاء فى حالة الزلازل: «اللهمَّ يا خفى الألطاف نَجِّنا مما نخاف»، يسمونه «دعاء الزلزلة»، ويُحدثك رجل صالح: «نعم ينبغى ألّا نخاف على الحقيقة إلا من الله تعالى، ومع ذلك فإننا نلتجئ إليه ليُنجينا من الشرور».
الزّلْزال، الهَزَّة الأَرْضِيَّة، ظاهرة طبيعية، عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية للسطح تحدث فى وقت لا يتعدى ثوانى معدودة، وتنتج عن حركة الصفائح الصخرية فى القشرة الأرضية، ويسمى مركز الزلزال «البؤرة».
تتبع ذلك ارتدادات تُدعى أمواجًا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية للأرض، مثل إجهاد العضلات، نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الصخرية.
وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات فى طبقات القشرة الأرضية، وتؤدى الزلازل إلى تشقق الأرض ونضوب الينابيع أو ظهور الينابيع الجديدة أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات فى القشرة الأرضية وأيضًا حدوث أمواج عالية تحت سطح البحر (تسونامى).
فضلًا عن آثارها التخريبية للمبانى والمواصلات والمنشآت، كما أن الزلازل قد تُحدث خرابًا كبيرًا (شمالى تركيا وسوريا نموذج أمام أعيننا ومثال).
قلق المصريين له ما يبرره، خبروا الزلازل، زلزال القاهرة عام ١٩٩٢ وقع إذ فجأة، كالصاعقة، فى يوم ١٢ أكتوبر عند الساعة الثالثة و٩ دقائق عصرًا تقريبًا، وكان مركزه السطحى بالقرب من «دهشور» على بُعد ٣٥ كيلومترًا إلى الجنوب الغربى من القاهرة. استمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريبًا، مما أصاب معظم بيوت شمال مصر (القديمة منها) بتصدعات، وبعضها تهدم منه.
يستعيدون الذكريات الأليمة بروح ساخرة، ويتداولون بكثافة فيديو نادرًا لإنقاذ «أكثم السيد إسماعيل سليمان» بعد ٨٢ ساعة تحت الأنقاض، وتم اكتشافه بالمصادفة أثناء إزالة عمارة الموت فى مصر الجديدة لصاحبتها «كاملة»، والتى سقطت فوق رؤوس سكانها.
ذكريات عبرت، تُحركها مأساة مستمرة فى الجوار، ومثل حالة «أكثم» كثير من الحالات نفضت الأنقاض رغبة فى الحياة.. الزلازل حكاية تُورث القلق وتُوجع القلب.. ترفَّقوا بالطيبين بالكف عن المزاح الزلزالى المخيف!.