بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
ما كان ليتأخر عن التعزية والدعم والمساندة، أتكلم عن رئيس مصر الكبيرة، الرئيس السيسى يعزى الرئيسان السورى « بشار الأسد »، والتركى « رجب طيب أردوغان » فى مصابهما الأليم، ويعبر عن مشاعر الحزن التى انتابت المصريين على شهداء الزلزال الرهيب.
قبلها تواصَل وزير خارجية مصر الكبيرة «سامح شكرى» مع الدكتور «فيصل المقداد» وزير خارجية سوريا، وكذا «مولود تشاويش أغلو» وزير الخارجية التركى، معزيًا عارضًا المساعدة الفورية والضرورية بتوجيهات رئاسية.
الاتصالات المصرية لفتت نظر الدوائر السياسية والدبلوماسية، دلالة حضارية مصرية، ونزعة إنسانية لا ترتهن بسوابق أو مواقف سياسية، أظن الرسالة المصرية المعتبرة وصلت، رسالة بعلم الوصول، ما بين الشعوب أقوى من ظرف سياسى حكم ما مضى، وكلف الشعوب الكثير مما تزخر به العلاقات الأخوية الضاربة جذورها فى الأرض الطيبة.
لم يخالجنى الشك لحظة فى نفرة القيادة المصرية إلى مثل هذا الموقف الحضارى، وتسيير جسر جوى من (خمس طائرات) تحمل المساعدات الإنسانية العاجلة للشعبين التركى والسورى.. مصريًا، حكمة شعبية راقية تحكم المواقف «الضفر ميطلعش من اللحم»، وهم من لحمنا ودمنا.
القيادة المصرية مواقفها الإنسانية مضرب الأمثال، ولم تتأخر يومًا عن غوث أو دعم، الجسر الجوى المصرى فى الجائحة كان حضاريًا، وحتى فى أحلك المراحل فى العلاقات السياسية، دومًا مصر لها حضور إنسانى راق، موقف شريف فى زمن عز فيه الشرف، وهى من المأثورات السياسية للرئيس السيسى.
مصر كبيرة قوى، ومهما فاتت عليها المحن، وياما دقت على الرؤوس طبول، مصر تمد يدها للقريب والبعيد بالخير، بالمحبة، بالسلام، لا تجيد سوى لغة السلام، وقالوا سلاما.
متى تأخرت مصر، وهى عنوان الكرم، ونفرة القيادة السياسية إلى الدعم والمساندة إلى أشقائنا تترجم عالميا بأن هذه دولة تتمتع بأخلاقيات إنسانية تعبر عن حضارة، ودليل على المعانى المتجذرة فى هذا الشعب الصابر على المحن، ولا يشيح بوجهه فى النكبات، ولا يتلهى عن الهم الإنسانى بضائقة اقتصادية.. «المصرى الطيب يطلعها من بُقه ليشبع القريب والبعيد».
لا تطبيل ولا شخاليل، مصر يقودها قائد محترم يسير على قواعد أخلاقية حاكمة مستمدة من تراث عريق للدبلوماسية المصرية التى تتمتع بحسن السيرة عالميا.. تمد اليد بالسلام، وتفقه فقه السلام العالمى، وعنوانها التعاون والحفاظ على السلم والأمن العالمى، وتواجه الإرهاب ما استطاعت.. مصر العطوفة تحمل الغرم ولا تتململ، ولا تضجر، وتحتضن المحبين أبدا.
لا تطلق عليهم «لاجئين»، لهم فى مصر ما للمصريين من حقوق وواجبات، وجامعات ومدارس ومستشفيات وفرص عمل، يقتسمون اللقمة مغموسة بعرق العافية، والمصرى يقولها بمحبة «إذا ما شالتك الأرض تشيلك عيونى».
مصر الكبيرة يقودها رجل بحجم مصر، وحجم مصر يقارن بالدول العظمى، وتسلك سلوك الدول المتحضرة، والمساعدات الإنسانية ليست مَنًّا، ولا يتبعها أَذى، وليست بمقابل أو ننتظر مقابلًا، بل هى كرم مصرى خالص، وما عُرفت مصر إلا بالكرم.. و.. عظيمة يا مصر، يا أرض النعم، يا مهد الحضارة، يا بحر الكـرم.