شعب مصر

دكر البط !!

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

طاهر أبوزيد، وزير الشباب والرياضة الأسبق، ظهر أخيرًا على الساحة الكروية، بعد غياب طال، قائلًا: «لابد أن تنهض منظومة الحكام، ويجب وجود رئيس للجنة (دكر)، وأن يكون مصريًّا، فما الفائدة من وجود أجنبى؟!، وأرشح جمال الغندور لإدارة اللجنة وإصلاح الأخطاء». (أبوزيد عبر برنامج «بوكس تو بوكس»).

ابتداء، كل الاحترام، خبرة الكابتن طاهر بأحوال الكرة المصرية تؤهله لقيادة المنظومة الكروية من أعلى، وسيرته طيبة، وسابقته فى الملاعب مشرفة، وتوليه منصب وزير الشباب والرياضة كان سابقة معتبرة، أبوزيد من ذكور المنظومة الكروية المحترمين، هذا على ذكر الذكر (الدكر)، الذى ينقص المنظومة التحكيمية.

طاهر أبوزيد وزير الرياضة الأسبق

«دكر» وصف شعبوى للرجل «الحمش»، وفى المعجم «رجل ذكر»، قوىّ، شجاع، شهم، أَبِىّ، والكابتن «طاهر أبوزيد» يقرر أن منظومة التحكيم الكروية مهيضة (مكسورة الجناح)، لا تقوى على النهوض وقوفًا، فى حاجة ماسة إلى «حَكَم دكر»، حَكَم من عينة «سى السيد»، يفرض كلمته على الجميع، تحديدًا، على القطبين العنيدين (الأهلى والزمالك).

الكابتن طاهر لا يفضله أجنبيًّا، بل محليًّا، ويُعرف رجال المصريين عالميًّا بـ«الذكور»، ولسنا بحاجة إلى «دكر»، أقصد حَكَم أجنبى، وتراثيًّا يحكم جزيرة البط «دكر البط»، رغم أنه أقل حزمًا من «دكر الوز»، وكلاهما يسبحان فى مياه الترعة جنب المصرف البحرى.

وأختلف مع الوزير أبوزيد، المنظومة التحكيمية لا تحتاج إلى «حَكَم دكر»، بل إلى «حَكَم عادل»، والعدل أساس الاحترام الذى يولد الثقة والنجاح، وتطبيق القانون بحزم وحسم، وتجنيب روح القانون ما يسمى كرويًّا «الاحتواء»، آخر الاحتواء فشل ذريع تعانى منه المنظومة التحكيمية، التى لم تمثل (بحَكَم ساحة واحد) فى نهائيات كأس العالم الأخيرة.. ولابد أن تنهض من كبوتها المحلية لتلحق بالعالمية.

بالمناسبة، «دكر» بالدال تصلح لمباريات الساحات الشعبية على طريقة «هاتولى راجل»، ولكن «عادل» هى الأدق، ومن صفاته، خبير، شبعان، مترفع، ذو كبرياء، مستغنٍ، محل ثقة، ومُجمَع عليه، وكلمته معتبرة، وقراراته محترمة، كل هذا وأكثر كثيرًا.. فيه حكام يحضون على الاحترام، ليس لديهم سوابق ولا سيديهات.

قبل الحَكَم الدكر، مطلوب على وجه السرعة رئيس اتحاد «دكر» يعمد إلى ترتيب البيت الكروى من تحت لفوق، ينفضه، يخلصه من الآفات الضارة، يقوم (وجمع من الذكور) على ضبطه وربطه، وتحديث لوائحه، وتطبيقها بكل عدل على الجميع حتى فريق «قحافة» يتحصّل
على حقوقه.

مطلوب حفنة من الذكور الخلصاء، لا تُلهيهم تجارة ولا بيع ولا استديوهات تحليلية عن واجباتهم الكروية، الكرة صناعة ثقيلة تحتاج أكفأ.

فى ظل المنظومة الحالية، لو رشحت ألف حَكَم دكر، فلن يصمد أمام الشحن الممنهج للجماهير ضد الحكام، إيش يعمل «الدكر» فى ظل منظومة خربة، وتخريبها بأيادى أهلها، أقسموا ليَخْرِبُنَّها مُصْبِحِين ولا يستثنون.

الدكر المطلوب للإصلاح، أخشى أنه ليس متوفرًا فى الملاعب، هناك عزوف جماعى من المحترمين عن التعرض للبهدلة وقلة القيمة فى الملاعب، والشتم واللعن فى المدرجات والاستديوهات التحليلية، فماذا يفعل «دكر الوز»، والترعة تغص بذكور البط؟!!.