فتح «مركز الإصلاح والتأهيل بوادى النطرون» لنخبة من نجوم كرة القدم ليشاهدوا المباراة النهائية لدورى السجون، لفتة إنسانية حقوقية، لم تعد السجون مغلقة على من فيها، تحت نظر جماعات حقوق الإنسان والإعلاميين ونجوم المجتمع الأهلى. وهل من مزيد؟!.. الزيارة التى جرت فى سياق الاحتفالات بعيد الشرطة (٢٥ يناير) تترجم رقابة شعبية مستوجبة على حال السجون التى تتغير إلى الأفضل، وفق معايير حقوقية عالمية معتمدة فى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنســان .
انطباعات طيبة خرج بها نجوم الكرة عن أحوال السجناء، الذين أدوا مباراة حماسية للفت أنظار نجوم بحجم كابتن مصر «أحمد حسن»، وهداف الأهلى «عماد متعب»، وفيلسوف التحليل الرياضى «أيمن يونس»، وثعلب الملاعب «حازم إمام»، والإعلامى «سيف زاهر»، وتكفلوا فى حضرة اللواء «طارق مرزوق» مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون بتوزيع الميداليات وكأس الدورة على الفائزين. مصلحة السجون تدخل عهدًا جديًدا بمراكز تأهيلية حديثة تتوافر فيها الخدمات الكافية، وتنعدم فيها الكثافات الخانقة، وتحت رعاية طبية فى مستشفيات مؤهلة، فضلا عن بنايات محاكم حديثة لإنجاز العاجل من الإجراءات القانونية دون الحاجة لترحيلات بمسافات طويلة مؤلمة بين محاكم الجمهورية.
إزاء خمسة مراكز إصلاح وتأهيل (سجون حديثة) تدخل الخدمة تواليًا: (وادى النطرون، بدر، العاشر، أخميم، وجارٍ إنشاء مركز ١٥ مايو)، تحل محل (٤٩ سجنًا عتيقًا) موزعة بطول وعرض البلاد، ستخرج من الخدمة تواليًا (خرج نحو ٣٠ سجنًا منها حتى الآن).
النقلة الحديثة؛ بناء السجون الجديدة؛ تمول من عائدات أراضى السجون العتيقة فى المحافظات والقاهرة، والتى تقادمت وباتت تشكل خطورة حياتية وطبية على حياة السجناء.
معلوم ومن المسلمات، حياة كل سجين أمانة فى عنق مصلحة السجون، وتوفير «حياة كريمة» للمساجين فرض عين على وزارة الداخلية، كافٍ عقاب السجين بحجبه وحرمانه من الحياة الطبيعية، ليس هناك مجال لعقوبات إضافية حتمتها حالة السجون القديمة التى تعود إلى عهود سبقت، بعضها من قرن مضى.
السجون القديمة لم تعد تستوعب الأساليب العقابية الحديثة التى تُعنى بإصلاح وتأهيل المساجين تمهيدا لدمجهم فى المجتمع تاليًا، من حقهم فرصة كاملة فى الحياة دون «وصمة» تحول دونهم والعودة الطبيعية لسابق الأيام.
ما شاهده نجوم الكرة فى هذه الزيارة (ومعهم الكابتن ثروت سويلم، وأحمد دياب رئيس رابطة اللاعبين المحترفين) لافت وتالٍ لزيارات عدة لمنظمات حقوقية وأهلية.. وعلى مدار عام مضى على إنشاء مركز وادى النطرون.
تقريبًا هناك كل شهر زيارة حقوقية وقضائية وإعلامية، ما يغير الصورة النمطية المستقرة فى الذهنية الشعبية، والتى كرستها قصص وأشعار وروايات وأفلام تتحدث بعذابات ما وراء القضبان فى ماضى الأيام.
المُضى قُدمًا فى تطوير السجون المصرية وفتحها أمام المنظمات الحقوقية ونجوم المجتمع الأهلى نقلة نوعية فى حال السجون. صحيح «السجن سجن ولو فى جنة» ولكن المهم ألا يضار مسجون بجريمته، كاف عقوبة السجن، مع الحفاظ على حقوقه الإنسانية، من مسكن آدمى ومأكل ومشرب وترويح، (جرى بث مباريات كأس العالم الأخيرة فى عنابر السجون).
دورى السجون فى مختلف الألعاب ليس بدعة، يوفر فسحة رياضية لمن يملك المؤهلات الرياضية، مركز الإصلاح والتأهيل بوادى النطرون يملك ستة ملاعب خماسية، ومثلها لمختلف الألعاب، ما يضمن فسحة ترفيهية رياضية تدخل فى باب حقوق السجين التى هى من حقوق الإنسان .