بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
ما يجمع الدكتور حسام بدراوى والأستاذ حمدين صباحى كثيرٌ من الوطنية، وجمعت بينهما أخيرًا «وعكة صحية» فى توقيت متزامن، اللهم أذهب الباس ربّ النّاس، واشفِ أنتَ الشّافى، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.
المرض ما أزعج المحبين، وتحلقت من حول أَسرتهما البيضاء الدعوات الطيبات، والدعاء موصول، والدعاء للمريض بالشفاء يعد من السُنن المستحبة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والتى لها فضل عظيم.
مثل هذه الدعوات بظهر الغيب، يقينًا تصل المريض فيقوى على مواجهة المرض، ما يسمونه الدعم النفسى، والدعم من المحبين من حسنات الطيبين.
وندعو لهما، ونُذكّر بمواقفهما الوطنية ومحبتهما للناس.. كلاهما محب حقيقى، يفشى المحبة، وعامل عليها، ومواقفهما الوطنية نموذج ومثال، يمارسان واجباتهما الوطنية ويؤديان الفروض الوطنية على وقتها.
ورغم بُعد الشقة السياسية بينهما.. هذا يسار وطنى يمشى على اليسار، وهذا يمين وطنى يمشى على اليمين.. يلتقيان على ناصية الوطن الرحيبة التى تتسع للجميع.
انهضا من ثبات، فالوطن يحتاج إلى جهد وفكر كل محب، الوطن يقتات على محبة المحبين، وفِكر المختلفين، ورؤية الحادبين، وثبات المناضلين بالكلمة.
بينهما (بدراوى وصباحى.. والمقامات محفوظة) عامل مشترك، خلاف شعرهما الأبيض، محبة هذا الوطن والتطلع لغدٍ مشرق، يحتل فيه الوطن مكانته المستحقة.
ما أحوج الوطن لسواعد كل الوطنين الخلصاء، لأفكارهم، ولجهادهم!.. لذا ندعو لهما بالشفاء، بعد استراحة محارب والعودة إلى المضمار بروح وثّابة، ورغبة فى العمل العام، ورفد نهر الوطن بأفكار طيبة تثرى النقاش العام وتضيف إلى بنك الأفكار المدهشة.
كلاهما يتمتع باحترام لافت وسيرة طيبة بين الناس، وفى التوصيف الأمين مِن رجال الدولة المصرية الخلصاء، ورجل الدولة دومًا فى ظهر الدولة يمينيًّا كان أو يساريًّا، لا نفرق بينهما فى الحساب الختامى، اليسار واليمين هما ميمنة الوطن ويساره، ولن يحلق الوطن سوى بجناحين.. وفى القلب قيادة مخلصة ترنو إلى مصر «قد الدنيا».
العطفة الإنسانية وقت المرض تحرك القلم بحروف طيبة، إزاء المرض تخفق القلوب، وتلهج الألسنة بالدعاء، اللهم ألبسهما ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل يا أرحم الراحمين.
الاحترام السياسى بين أبناء الوطن جميعا يتجسد فى الفضاء الإلكترونى المعبق بالدعوات للقطبين السياسيين، إلا مَن كان فى قلبه مرض، والغرض مرض، وعمى القلوب مرض يصيب البعض بعمى حيثى ومنه عمى الألوان، وهذا يسار وهذا يمين.. وهذا وهذا وهذا.. وشمس الوطن تعكس قوس قزح متعددة ألوانه على النافذة المطلة الوادى الخصيب.
من يقرأ لبدراوى فى «المصرى اليوم» كمن يقرأ لصباحى فى «الكرامة»، حروف معجونة بماء الوطن، محبة لآيات الجمال فى هذا الوطن، كلاهما مفطور على السياسة، والسياسة تتعب القلوب، وقلوب السياسيين من فرط الخفقان خشية على الوطن تتعب سريعا، تتعدد الأعراض المرضية، ولكن محلها القلب، والقلوب إذا تعبت تداعى لها الجسد جميعه بالسهر والحمى.
اللهمَّ إنّا ندعوك فى ظهر الغيب اِمنُن عليهما بالشفاء ورُدّهما إلينا سالمين من كلّ داءٍ وبلاءٍ يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال والإكرام.. وحمد الله على السلامة.