بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
نشر «ناريندرا مودي» رئيس وزراء الهند صورة لوالدته (المتوفاة) عبر حسابه فى «تويتر»، قائلا إنها «علمتنى العمل بذكاء والعيش بنقاء»..
وشيع «مودي» جثمان والدته حافياً، وهو يحمل نعشها بعد أن وافتها المنية (الجمعة الماضية) عن عمر ناهز ١٠٠ عام.
المشوار الأخير، مشوار الوداع، أن تحمل جثمان من حملتك وهنا على وهن إلى مثواها الأخير.. من كتب عليه هذا المشوار ممتحن، كتب عليه اليتم، واليتم كما يقولون يتم الأم .
طقس دينى ، ودعها «مودي» حافياً، وشارك فى طقوس حرق جثمانها، وكتب مودعاً كلمات مؤثرة فى إثرها ، كما كان يكتب لها مهنئاً كل عام من أعوام عمرها المديد.
الرئيس مودى فى النهاية إنسان ، يضرب مثلاً فى الوفاء، وينزل والدته منازل الكرماء، كريم من يبرها، ويعطف عليها، ويخفض لها جناح الذل من الرحمة .
فى حضرة الأم تنخفض الرؤوس تواضعاً، وعند مرضها تتعب القلوب، وعندما يحين الأجل تضفر الدموع، يبكى القلب، إن القلب ليحزن ، ينتحب الفؤاد، تهفو النفس إلى مشهد وداعي، زاد من الحنان الربانى مؤنة لقادم الأيام.
صحيح اللى من غير أم حالته تغم، وحنانها وعطفتها أكسير الحياة، أحن و مثلى كثير ، و كما يحن الطيبون، إلى دفء أمي، إلى أيام خلت كانت الحضن والسند، وأترحم على من فى القبر بعد رحلة عطاء، وأزورها فى كل عيد، أبثها شكواى ونجواى، وألقى فى حجرها عن كتفى أثقالا واحمالا، حمولة ثقيلة من متاعب الحياة .
الرئيس مودى سار وراء الجثمان حافياً، وقبل السير فى جنازتها، غبر الخطى إليها، أسعدها، ولون أيامها بألوان مبهجة، هكذا يفعل البررة الطيبون، بر الوالدين من عمار القلوب العمرانة بالمحبة.
البعض ينتظر «عيد الأم» ليعبر عن عطفته، وكل أيام ربنا عيد، وكل طلعة نهار عيد، وكل غروب سعيد.
الأمهات يصنعن المعجزات، ومودى يقول مثل هذا معترفا بفضلها، و قبلاً وفى عيد ميلادها الـ ٩٩ (فى يونيو الماضي) ، دون مودى سطورا طيبة «حياتها وتضحياتها شكلت عقلى وشخصيتى وثقتى بنفسي، أمى بسيطة بقدر ما هى غيرعادية، تماما مثل كل الأمهات».