بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
لم يكن المالك الجديد لـ«تويتر» إيلون ماسك في حاجة إلى استفتاء جماهيرى لإعادة الرئيس الأمريكى السابق إلى منصته الشهيرة، معلوم «ماسك» جمهورى يمينى قُح من نفس الفصيلة الترامبية، وسيضع «تويتر» في خدمة المجهود الانتخابى للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ٢٠٢٤، «تويتر» سيسود الانتخابات لصالح « ترامب..«. .
ليس تخمينًا، والمقدمات تؤدى إلى عودة «ترامب»، «ماسك» كشف عن توجهه الجمهورى مبكرًا عندما غرَّد قبيل انتخابات الكونجرس الأمريكى النصفية لصالح الجمهوريين، ودعا «ماسك»، الناخبين الأمريكيين إلى التصويت لصالح الجمهوريين في الانتخابات النصفية الأمريكية (٨ نوفمبر الماضى) نصًا من تغريدة «ماسك» على حسابه بـ«تويتر» قائلًا: « أوصى بالتصويت للكونجرس الجمهورى » .
عودة «ترامب» إلى التغريد جاءت (شكلًا) بأغلبية ضئيلة (هامشية)، صوَّت ( ٥١,٨ ٪) لصالح عودة «ترامب» من استطلاع شمل (١٥ مليونًا) من المستخدمين للمنصة النافذة عالميًا .
النسبة المتحققة لم تُرضِ «ترامب»، كان يريدها اكتساحًا على «تويتر»، ولكنه في الأخير عاد إلى منصته المفضلة.. سيُغرد مجددًا ويقلقل راحة الديمقراطيين.
أشد المتضررين من عودة «ترامب» بالضرورة الديمقراطيون الذين ضغطوا بكل السبل المتاحة لمنع عودة «ترامب»، وسيضغطون بشدة لتعويق هذه العودة التي تشكل تهديدًا حقيقيًا لفرص مرشح الحزب الديمقراطى في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
«ترامب» يجيد استخدام منصة «تويتر»، ومن خلالها صنع الحالة التي تضررت منها الديمقراطية الأمريكية بشدة في سياق أحداث الهجوم على الكونجرس الأمريكى (٦ يناير)، أقرب توصيف للصواريخ العابرة الموجهة أرضيًا أنها تصيب أهدافها بدقة عالية وتخلف أضرارًا جسيمة في مواجهة دفاعات ضعيفة للرئيس الأمريكى «جو بايدن» الذي لا تسعفه ذاكرته للتفرقة بين «تويتر» و«فيسبوك»، يحسب كل شىء أحمر صندوقًا للبريد
!!
«ماسك» نقل معركة «ترامب» مع الإدارة الأمريكية إلى الفضاء الإلكترونى، وسنشهد فصولًا تثير فضولًا، «ماسك» خطط لهذه العودة بحذق، وأنفق عليها إنفاق من لا يخشى الفقر، والبعض يختصر دوافع دخول «ماسك» الصفقة خلاف الأهداف التجارية، في عودة «ترامب» إلى الفضاء الإلكترونى باتفاق سرى يجرى تنفيذ بنوده تمهيدًا لانتخاب «ترامب» رئيسًا للولايات المتحدة بعد عامين .
تقف مدهوشًا أمام لعبة السياسة الأمريكية التي تخدع الناظرين، «ماسك» يهتبل الرأى العام العالمى بمقولات لا تخيل على ضعيف العقل، يقول عبر «تويتر» مبررًا اعادة تفعيل حساب «ترامب»: «لقد قال الناس كلمتهم، ترامب سوف يعود»، مستخدمًا (ماسك) عبارة لاتينية تعنى: «صوت الشعب هو صوت الله » .
تخيل عودة «ترامب» بصوت الله، «ماسك» يغازل اليمين الأمريكى بشعارات دينية فجة، ويستدعى مأثورات دينية من قواميس الشرق، للتعمية على استطلاع مطبوخ على نار «تويتر»، ناقص يقول: «تويتر منصة السماء»، ويصف «ترامب» بصوت من السماء!!.
حتى السياسة الأمريكية لم تسلم من المس الدينى، يبرعون في استخدام الدين بضاعة، «ماسك» يستعير مقولات تروج في الشرق ليهندس بها انتخابات الغرب الأمريكى.
الأخطر من عودة «ترامب» إلى «تويتر» هو استحواذ «ماسك» على المنصة الخطيرة في هذا التوقيت الحرج أمريكيًا، وإطلاق «صوت الله» في الانتخابات الأمريكية (داعمًا لترامب) سيقسم المجتمع الأمريكى نصفين غير متساويين، حزب الله وحزب الشيطان، باعتبار «ترامب» ملاكًا أبيض يرفرف بجناحين خضر!!.