مقالات صحفية

الشعراوى قالها قبل عيسى وحواس !!

الكاتب الصحفي / حمدي رزق - موقع شعب مصر
الكاتب الصحفي / حمدي رزق

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

احتراز وجوبى، لا أحد يطلب منع الأذان، حاشا وكلا، ولا أحد ضد رفع الأذان جهرا فى المســاجد، ولكن بهدوء، برفق، بصوت جميل .

هذه السطور، ليست دفاعا عن صديقى «إبراهيم عيسى»، أو الكبير «زاهى حواس»، وكلاهما تحدثا ناقدا ميكروفونات المساجد مرتفعة بأصوات ليست ندية، ما جلب عليهما (عيسى وحواس) اللعنات من السلفية والإخوانجية، والمدعين تدينا، الشكلانيين.

وقبل أن يشتط أحدهم تكفيرا وتفسيقا واتهاما لى ولهما، نحتكم إلى إمام الدعاة الشيخ «محمد متولى الشعراوى»، يرحمه الله، ليحكم بيننا بحق اعتقده، وحتى لا يزايد علينا وعليهم أحد، ولا يتجنى علينا وعليهم أحدهم.. البعض بين ظهرانينا «موالسة» يغازل السلفية برمى اللعنات كالحصى فى الطرقات.

إمام الدعاة (الشعراوى)، فى فيديو محفوظ على «يوتيوب»، يمكن مراجعته والتيقن من صحته، وفى رده على سؤال حول رأيه فى الصوت العالى للأذان، والذى تسببه ميكروفونات المساجد، قال الشعراوى (نصا) ولا نزيد عليه حرفا: «هذه غوغائية تدين.. وباطلة دينيا»!!.

واستطرد الإمام بقوله: «اللى قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة يهبهب.. وناس عاوزة تنام وناس مريضة.. الميكروفون أكبر نقمة منيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهى ليست لله فى شىء».

كفانى الشيخ الشعراوى، وكفى عيسى وحواس مؤنة وصف الصخب الذى يدهم الناس جراء ارتفاع أصوات ميكروفونات المساجد فى الأذان وإقامة الصلوات.

ومع ندرة الأصوات الجميلة بات الضجيج مضاعفا، هناك تنافس بين المساجد على اقتناء أكبر عدد من

الميكروفونات مصوبة إلى الجهات الأربع، ضجيج والصمت عليه يصيب الناس بالصمم.

أستعير وصف مولانا بـ«غوغائية تدين» واقف على حكمه «باطلة دينية» وأهدى فيديو الشيخ الشعراوى إلى كل الساخطين على «عيسى وحواس»، ليقفوا على الحكم الشرعى الذى قال به الإمام فيما يصدر عن بعض المساجد من ضجيج.. ليس من الإسلام فى شىء.مع حلول الأذان تصطخب الأجواء بعاصفة من الأصوات التى يصعب وصفها احتراما لأصحابها، لكنهم لا يبالون بما يصدرونه من أذى الناس، وإذا تبرم البعض نالهم من البعض أذى.

المزايدة الدينية على الناس فى بيوتهم عادة كريهة، الناس عندها ألف طريقة وطريقة لتعرف مواقيت دخول الصلاة، تليفزيون وراديو وموبايل، ثم إن الأصوات الندية باتت نادرة، ما يصدر لا يندرج أبدا تحت بند «أجمل الأصوات».

غاب المؤذنون الموهوبون عن المساجد، وتركوا الميكروفونات لعمال المساجد والمتطوعين، ومن حضر باكرا واستولى على الميكروفون ليسمع الناس صوته الجميل، ويعلن أنه فى المسجد ليشهدوا له بالإيمان.

صخب ميكروفونات المساجد ليس من الدين فى شىء، باطل دينيا، وهذا قول إمام الدعاة، والصمت على غوغائية الميكروفونات منكور دينيا من كبار الأئمة، وكرهوها، وتجاهل فكرة الأذان الموحد التى بدأها طيب الذكر المرحوم الدكتور «محمود حمدى زقزوق»، وزير الأوقاف الأسبق، طمّعت المزايدين فى استباحة ميكروفونات المساجد بأصوات حناجرها متحشرجة، وألسنتهم معوجة، وأخطاؤهم فجة فى رفع الأذان.. بعض الأطفال يرفعون الأذان!!.

ما نرجوه، أذان موحد معتبر بصوت جميل لـ«كَراوين الأذان» الأحياء المجتهدين منهم والراحلين العظام (رفعت، المنشاوى، شعيشع، عبدالصمد..)، يتسلل منهم الأذان برفق وطلاوة إلى الأرواح، يوقظ الغافلين، لا يؤذى السامعين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى