بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
مغتبط وفخور بانتخاب الدكتور «محمود محيى الدين»، (مرشح مصر)، مديرًا تنفيذيًّا بصندوق النقد الدولى، عضوًا بمجلس إدارته، ممثلًا لمصر والمجموعة العربية، التى تضم (مصر والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر والأردن والعراق والصومال ولبنان واليمن.. المالديف). الصداقة التى تجمعنى بالدكتور محمود سبب، ولكن هناك أسباب عدة للغبطة والفخر، أولها: الاستحقاق الشخصى، الذى ظهر جليًّا فى انتخابه بالإجماع العربى، وتوكيد الاستحقاق بالاعتماد الدولى. وثانيها: كونه مرشحًا مصريًّا بارزًا، مصر غنية بالكفاءات ذات المواصفات الدولية، وقائمة الخبراء المصريين تضم أسماء تحظى بسمعة دولية طيبة، والترشيح المصرى يترجم حسن اختيار، السيسى يُحسن اختيار سفراء المحروسة إلى العالم. وثالثها: الإجماع العربى، حيث لم تشذ دولة وتغرد باسم آخر، ١٣ دولة أمّنت على المرشح المصرى، ما يشبه التزكية ثقة فى الترشيح المصرى، والمرشح المصرى، صاحب الخبرات الدولية المميزة والمسيرة الناجحة .
تولى الدكتور محمود محيى الدين مناصب دولية متعددة، كان آخرها عمله السابق فى البنك الدولى نائبًا أول لرئيس مجموعة البنك الدولى للتنمية المستدامة والعلاقات مع الأمم المتحدة والمشاركات؛ وعمله الحالى هو مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة. الدكتور محيى الدين صار رقمًا مصريًّا مميزًا فى سياق المنظمات الدولية، يبحثون عنه كلما شغر منصب دولى، ولولا بعض الاعتبارات الدولية فى سياق المناصب الرئيسة فى الصندوق والبنك، لترأس محيى الدين أحدهما، وهو جدير بهذه المناصب الدولية جميعًا.ما يميز محيى الدين دوليًّا- فضلًا عن كفاءته وخبراته وما يقدمه من جهود دولية مُقدَّرة فى سياق التنمية المستدامة فى مناطق المعاناة الاقتصادية- تواضعه الجَمّ، وبساطته، وثباته الانفعالى، والتأقلم فى مناخات عدة، ومواهبه الشخصية القيادية التى تجعله محل ثقة المؤسسات الدولية. وليس خافيًا على المُحِبّين عشق الدكتور محمود لمصر وكل ما هو مصرى، قلبه مُعلَّق بأغلى اسم فى الوجود، ولا يبارح مصر وهو خارجها، ويحمل هَمّها، ويعيشها لحظة بلحظة، وفى ظهر قيادتها بكل ما يملك من خبرات أملًا فى إحداث طفرة تنموية يتمناها محيى الدين لمحبوبته (مصر). يحتفظ الدكتور محمود بأجندة دولية ترشحه صديقًا لقيادات عالمية، رئاسات وملوك وأمراء، وقادة سياسيين وروحيين، ولكنه يحمل فى قلبه أجندة مصرية تضم أسماء طيبين، الدكتور محمود لا ينسى أصدقاءه، وحريص على التواصل الحميم، ويعيش بروحه فى مصر، متابعًا إبداعات المبدعين، ثقافة وفنونًا ومعارض تشكيلية .
كما عرفته قارئًا، ناقدًا، كاتبًا كبيرًا، مقالات الدكتور محمود الاقتصادية، التى تُنشر فى كبريات الصحف العالمية والدوريات المتخصصة، وتترجم عربيًّا، فيها نفَس مصرى، يكتب بمداد مصرى، من محبرة فرعونية. تخفى مقالاته المتخصصة فى التنمية حسًّا أدبيًّا رفيعًا، وأحتفظ بمقالات إنسانية للدكتور محمود تنم عن قلم أديب سلك طريق الأرقام، ولكنه يحِنّ إلى طريق الأدب الإنسانى الرفيع. من سجايا الدكتور محمود حرصه على القراءة، قارئ مجيد، يدهشنى أحيانًا، وهو يتكلم من عاصمة إفريقية أو آسيوية، وأحيانًا من واشنطن، ليسأل عن كتاب صدر فى مصر حديثًا.. أو مقال فاته بين سفراته العديدة. ساعات طيران الدكتور محمود حول العالم تسجل أرقامًا قياسية، تقريبًا لا يفك حزامه، ولكن فى حقيبته دومًا رواية أو كتاب لمبدع مصرى يطالع فيه آيات من حب الوطن .