القاصي والداني يعرف ويُـقر أن مصر لديها كنوز السياحة المتفردة بداية من الفاطمية والقلعة و حتى أبو سمبل.. القاصي والداني يعرف أن زيارة مصر تكاد تكون حلماً لكثير من العالم.. الكل يعرف أن مصر بلد السياحة على مدار العام.. فرنسا أكبر دولة سياحية في العالم تدرس وبشغف حضارة مصر وكل فرنسى تقابله يردد اسم مصر بإعجاب وتقدير وشغف.. الحمد الله شبكة الطرق ووسائل النقل جعلت رحلات السياحة أيسر وأسرع، ويصبح السؤال ما الذى ينقص مصر لتكون قبلة السياحة من كل أنحاء العالم؟ الصدق مع الذات ومسوح الرأي العام والمقابلات مع شخصيات مؤثرة ومحبة لمصر وآخرها حينما كنت في محاضرة في أبو ظبي كل هذا حدد ما الذى ينقص مصر!! الخدمة الخدمة.. والخدمة.. الاحتراف الاحتراف.. والاحتراف في الإدارة والضيافة بداية من مطاراتنا ودخولاً إلى الطائرات ذاتها ومستوى الضيافة والخدمة.. يليها لحظة الخروج من المطار، مروراً بكل مستوى الخدمة في المزارات والمطاعم وغيرها.. كل هذا ولنكن صرحاء مواصفات ومتطلبات لا يجيدها موظف الحكومة التقليدي. فقد أثبتت التجارب أن سر الصنعة يمكن ولا عيب أن نشتريه أو نوفره فى بلدنا تحت مظلة شركات سياحية عملاقة ولا أقول شركات إعلان أو علاقات عامة وإنما شركات تجيد ما نسميه الاتصالات التسويقية المتكاملة. ومصر اليوم وهي تفتح ذراعيها للقطاع الخاص للمشاركة فإنني أرى أن أول هذه المشاركات هو تأسيس شركة تسويق عملاقه تساهم فيها الدولة بنسبة لا تزيد عن ٢٠ ٪ . أما النسبة الباقية فتكون لكيانات دولية سيرتها الذاتية مشهود لها بالاحترافية والربحية. شركات تدرب.. تطور.. تسوق.. تعلن.. تنظم أحداثا ومناسبات.. ولا مانع بعد نجاحها ومن باب الحوكمة والشفافية تطرح أسهمها فى البورصة وأنا على يقين وأمام كنوز السياحة . فالسياحة في مصر ستكون من أنجح وأربح الشركات.. هذه فكرة أطرحها بعد أن طرحت أمامى من مستثمرين في الإمارات ومحبين لمصر وأصحاب تجارب ناجحة ليس في الإمارات فقط وإنما خارجها.. إسألوا من يدير مطار هيثرو التاريخى؟ لقد حرصت ألا أكتب أرقام السياحة في مصر مقارنة بدول لا تمتلك ١ ٪ مما تملكه مصر. هل يمكن لسيادة الرئيس دعوة المجلس الأعلى للسياحة والذي يرأسه سيادته لمناقشة هذا الأمر مع دعوة خبراء من الداخل والخارج.. وأنا على يقين وبحكم تجاربنا مع سيادة الرئيس أنه حينما يضع يده على ملف فإنه لا يسمح بالدوران للخلف..