بقلم / طارق طعيمة
فكرة الإنتحار القومى تعنى أن تقضى الشعوب علي نفسها بنفسها
لذلك نجد العدو يثير الفتنة بألوانها وأطيافها وهي الفتنة التى حدثنا عنها الله في كل الأديان السماوية
ما عادت رصاصات البنادق تُجدى ولا عادت دانات المدافع تُدمى ؛ بينما صارت الكلمة تخترق أوطان عُظمى وأصبحت الحروف تُدمر كيانات كبرى بعلم مُنظم الكلمات ومُرتِب تلك الأحرف المصوبة نحو العقول ..
إن الغنم القاصية عرضة لافتراس الذئاب، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ينبش قبور الماضى القريب والبعيد، لعله يجد رفاتا ينثرها فى الوجوه ليغمض الاعيُن ، ويسد الانوف فلا نشم رائحة الفتنة ولا نراها فنفترق وتأكلنا الذئاب !
فتنة الأخلاق بين موافق ورافض
وفتنة الأديان بين مسلم ومسيحى
وفتنة المذاهب بين صوفى وسنى ودرزي وشيعى او بين كاثوليكى وارثوزوكسى
او فتنة الأصل والعرق بين ابيض وزنجى
أو فتنة التاريخ بين فرعون وآشورى
او حتى فتنة المال فيمزقنا اربا بين غنى وفقير
مُنظم الكلمات ومُرتِب تلك الأحرف المصوبة نحو
العقول يتحدث لكل منا بما يهوى :
فيفرش الأرض مالاً للفقراء (كذبا واضلالا)
ويفرش الأرض كراسى ومناصب لمن يحلو له السُلطة (فى الخيال)
ويفرش الأرض طعاماً لاصحاب الكروش (ويموتون جوعا بعد اتباعه)
يرسمون صوراً مزيفة لبلادهم تثير لُعاب الحالمين كسراب بقيعة حتى إذا ذهبوا إليها لم يجدوا فيها الا القهر والذل والاذلال.
ينسج للمتعصبين اوهام البطولات والكؤوس التى لاقيمة لها بعد ان فشلنا فى اى تحدى خارج حدودنا
هل هى الفتنة التى أشد من القتل الذى نبأنا بها المولى فى كتابه الكريم !
فإذا رأيتم الفتنة تلوح فى الافق فإنتبهوا انها ليست غُبار فى دوامة راحلة إنما هو غُبار القبور .. قبور من ماتوا فى فتن الازمنة المنصرمة والتى محت من الوجود ممالك وملوك يصيب العين فلا ترى الفتنة وتخدر العقول فلا يقاوم فكرة ضالة ويستهدف المناعة فلا تُحارب ميكروب الفُرقة – لَا تَحْقَرَنَّ صَغِيْرًا فِيْ مُخَاصَمَةٍ إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ المتنبي – صادقا فى حروفه فإن بعوض الفتنة يدمى مقلة الأوطان .