مقالات صحفية

حديث القُفة !!

مبروك عطية كفاك.. المشرحة المجتمعية مش ناقصة، المبروك ليس فوق القانون، ولن يخيفنا بسلاح الدين الذى يستخدمه الإرهابيون فى سفك الدماء!.

الكاتب الصحفي / حمدي رزق
الكاتب الصحفي / حمدي رزق

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

في مقال كاتبنا اليوممنخلال المصري اليوم تحدث عنهول ما تفوه به الدكتور مبروكعطية و الذي قد يكونبحسننية و لكنه لميتوخي الحذر منغضبة المرأة والرجل علي السواء بل الغضبة المجتمعية لقول لا يصح أن يبدر ممن في علمه :

«تتحجبى وتلبسى واسع علشان تعيشى، إنتِ وسط وحوش، لو حياتك غالية عليكى اخرجى من بيتك فى قفة، اللى عاوزة تهفهف وتحزق ذنبها على جنبها، والمقمط علشان مين يشوفه يا بت، والمهفهف علشان مين يشوفه.. هيدبحك».

مع رفع الألقاب، ما سكَّه «مبروك عطية» من أحكام جزافية متمنطقًا بحزام ناسف لكل القواعد المجتمعية المستقرة، يدخل بنا إلى الحارة المزنوقة، عصور ما قبل الحضارة.. بالضاد يا شيخ، إلى عصر مظلم، بمنهج مظلم، بمنطق ترهيبى مخيف.

بيقين، كل من شاهدت هذا الفيديو سيتملكها الخوف من نزول الشارع، ومن تغادر بيتها دون حجاب أو قفة، حسب وصفه، إذن جنت على نفسها براقش.. الذبح ينتظرها على أيدى حليقى الرؤوس (العيال الكابوريا).. من قاموس المبروك.

خطورة ما فاه به المبروك تحميل المرأة آثام وشهوات وإجرام شذاذ الآفاق، الشيخ الساخر خرق كل قواعد وآداب الخطاب العلنى، خطاب ترهيبى تحريضى، وتفنن فى استخدام عبارات تحمل كمًّا من السخرية والاستهزاء بكل النساء.

مفردات المبروك الكريهة كنا نظنها اندثرت، ولكنه أحياها ببشاعة، حديث القفة.. والمقمط والمحزق والملزق، وكأنه يخاطب مجتمعًا من العراة.

أهان كل النساء، وأهان كل الرجال.. وأهان نفسه باعتباره رجلًا، ناهيك عن كونه أبًا، وجدًّا، وشيخًا كما يخاطبونه فى برامج «طبخ الدين».

يصور النساء بخطابه الكريه على أنهن لقمة سائغة، لحم مكشوف، ويصور الرجال جماعة من البوهيميين المطلوقين على النساء فى الطرقات.

ما هذا السخام الذى يتترى فيه نفر من «دعاة اليوتيوب»؟ السلاطة والغلاظة مسلكهم، ماسك سوط عذاب فى الفضاء الإلكترونى، ينذرهن إذا خرجن سيُذبحن، والحل فى القفة، يصف الحجاب بالقفة، والقفة هى الحل.

ما فاه به المبروك «مكس» كوكتيل دينى ترهيبى تخويفى، ليس هكذا تُورد الإبل، الناصح الأمين ينتقى ألفاظه، الملافظ سعد، للأسف غواية الشهرة والتريند والمشاهدات اليوتيوبية جرفته نحو هاوية سحيقة يسحبنا إليها ساخرًا.

المرأة فى خطاب المبروك متهمة، مذنبة، تلبس المحزق والملزق والمهفهف، مفروض تلبس قفة، ويُستحسن تعتزل الناس، وإذا تجرأت وخرجت يا ويلها وسواد ليلها ستُذبح كالشاة.

ما سكَّه المبروك يستأهل غضبة مجتمعية، لسنا متوحشين، ولا نقبل أن نوصف بالتوحش الجنسى، والنساء فى بيوتنا عفيفات بحجاب أو بدون حجاب.

لن ندخل فى محاججات دينية، هذا رجل يسخر حتى من الحجاب، يصفه بـ«القفة»، ولن نستدعى رجال دين آخرين من نفس القبيلة التى تستغل الدين الذى هو رحمة للناس، للترويع والتخويف والترهيب.

نفرة المجتمع المدنى ضرورة مستوجبة لردع هذه الدعوات الظلامية المستخرجة من مناجم الفحم الحجرى، قفة إيه وخيمة إيه، ومحزق وملزق ومهفهف، هذه إهانة لكل امراة، فضلًا عن أنها إهانة لكل رجل.

يا مبروك ترحمت تسعًا على الفتاة المغدورة، فلترحمنا من ترهاتك، ولتقل خيرًا أو لتصمت تمامًا، ما ألقيته على أسماعنا هراء، الوعيد والتهديد والدعوة للعنف، والتحريض على ذبح النساء، جرائم منصوص عليها فى قانون العقوبات.

مبروك عطية كفاك.. المشرحة المجتمعية مش ناقصة، المبروك ليس فوق القانون، ولن يخيفنا بسلاح الدين الذى يستخدمه الإرهابيون فى سفك الدماء!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى