الدوم و جموح بعض الشباب !
تجلس أمام شاشة التلفزيون و تشاهد العشرات بل المئات من الشباب يمرون أمام الكاميرات ليقفون و لمدة دقائق معدودة أمام لجان التحكيم و هم يرتجفون خوفاً من أن يفشلوا في هذه الثواني التي تبدو كالسنوات و التي قد تمر و قد لا تمر عندما يظهر اللون الأحمر و الذي يعبر عن رفض أعضاء اللجنة لهذا الصوت أو الشخص المتقدم للإختبار و الذي قد يكون ( مقدم برامج أو ممثل أو مغني ) .
و هنا أجدني تتري أمام عيني التساؤلات :
هل كل الــ٢٦,٩ ٪ – وهي نسبة الشباب في مصر وفقاً لآخر إحصاء – يسعون لتحقيق حُلم الشهرة و الوصول السريع من خلال بوابة المسابقات ؟ !
حيث أنه تتراوح أعمار المشتركين في الدوم بين الذكور والإناث من ١٦ – ٢٨ سنة للغناء والتمثيل من جميع المحافظات المصرية، حيث تم إجراء اختبارات لـ ١٥ ألف مشترك.
و هل كل الشباب لديهم الموهبة للغناء أو التمثيل أو حتي تقديم البرامج ؟!
أم هل الأضواء هي من تجذب هؤلاء الشباب نحوها كما تجذب الأضواء الفراشات إلبها ؟!
حقيقي رأيت في ( الدوم ) بوابة النجوم ( و التي هي من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والشباب والرياضة، ومن إشراف وتنفيذ شركة MediaHub ميديا هب سعدي – جوهر ) الكثير من المواهب الخلابة و التي تأخذ العقل و تستحق الوصول و الظهور كي يراها المجتمع و تُحقق أحلامها لأنها تمتلك الموهبة سواء في الغناء أو التمثيل أو في تقديم البرامج ..
و لكنني علي الجانب الآخر شاهدت العدد الأكثر من هؤلاء الشباب و الشابات الذين تقدموا للدوم و هم لا يمتلكون أدني موهبة و شاهدت إنكساراً و حزناً و دموع جارية ما دفعني للتعجب و التساؤل :
لماذا يسعي بعض الشباب للوصول للشهرة ظناً منهم خطأً أنهم يمتلكون الموهبة التي تُحصنهم و تُمكنهم من إجتياز هذه الإختبارات ؟!
هل لم يجدوا في طريقهم إبتداءً من الأسرة ثم المدرسة و الأصدقاء من يُبصرهم بحقيقة أنهم لا يمتلكون الموهبة ؟!
وهل لا يوجد غير التمثيل و الغناء طريقاً لكي يسعي إليه الشباب ؟!
أم لأنهم يظنون أن الفن هو أسهل الطرق لتحقيق الشهرة و المال كما يظنون ؟!
لا أنكر أهمية مثل تلك المسابقات و التي تُفرخ لنا المئات من المواهب و التي تجد طريقها للنجاح و لكن علي الوجه الآخر تُظهر لنا عيوب بعض من شبابنا و الذين يرغبون في الوصول السريع حتي ولو لم يمتلكون الموهبة !
سعيدة بالحراك الثقافي و الفني في مصر خلال السنوات الماضية من خلال وزارة الثقافة وعلي رأسها الوزيرة الفنانة وزيرة مجتهدة و مثقفة وهي د , إيناس عبد الدايم ووزارة الشباب و الرياضة والتي يقودها عقلُُ واعي و علي درجة عالية من الدراية بالشباب و أحلامهم و هو الدكتور أشرف صبحي .
أشعر بفرحة من أُضيئ له الضوء الأخضر و خرج سعيداً حالماً بالمستقبل الباسم كما و أشعر بغصة ومرارة من لم ينجح و خرج و دموعه تتساقط علي وجهه البرئ حزناً لفشله في التجربة .
عزة العزازي