قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر».
بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعة ٌوالحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى ومِنْ كَلِم..
( البوصيرى من شعراء العصر العباســى ) .
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر».
والصلاة جامعة، والأنوار ساطعة، «صلاة عيد الفطر أثابكم الله»، وأنت تكبر تكبيرات العيد، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، وتفرح بالجديد، وتدعو من قلبك لبنيك، ودعوتك مستجابة إن شاء الله، جزاء وفاقًا لصيامك وقيامك وزكاتك، وتصلى العيد حاضرًا، وتسلم على خير الأنام، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذُرّيّة سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا».
وفى بيتك وبين أهلك وناسك، وفى أمان وسلام واطمئنان، وتشق طريقك بعد الصلاة لتزور حبايبك، وبعدها تركن إلى الراحة والسكون، وأسرتك من حولك في غبطة وسرور.
تذكر أبناءك هناك على الحدود في العيد، ساهرين على أمنك وراحتك، وهم في كبد، بالكاد لقيمات يقمن أصلابهم، وشربة ماء، وقليل من الزاد، وخدمة ليلية/ نهارية والناس نيام.
على الحدود عيون ساهرة تحرس في سبيل الله، لا تلهيهم مسلسلات ولا مسابقات، ولا مهرجانات، ولا سفسفات ولا تغريدات ولا تويتات، فقط الخدمة في سبيل الوطن أسمى أمانيهم، والله شاهد عليهم وبصير بالعباد.
للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ دعوةٌ لا تُردُّ، فلندع رب العباد، أن يحميهم بحوله وقوته، ويعينهم على أداء الواجب المقدس، وينصرهم، ويجبر بخاطرهم، وجبر الخواطر على الله. ادعُ لهم ساعة إفطارك، وفى صلاتك، إنا استودعناهم أمانة، وسبحانك خير مؤتمن، سبحانك الصاحب والسند، تلهمهم صبرًا، وتؤتيهم عزمًا، اشدد من أزرهم، سبحانك خير معين يا أرحم الراحمين.
من لا يعرف وحشة الصحارى والقفار، لا يعرف حجم تضحيات الغر الميامين، مناخ قارى قاس يسيل من حر صيفه عين القطر (النحاس) ويلين الحديد، ولكن عزائم السُّمر الرجال لا تلين، يصدق فيهم قول المتنبى، أعظم شعراء العرب:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ
وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وليل الصحراء موحش بارد، ونهارها يتلظى، قائظ، بحار من الرمال الناعمة لا تحتمل وزنًا، يغرق فيها العصفور حتى منقاره، وتلال وهضاب وجبال واعرة، تندر الواحات، وحشة الصحراء، قفارها مكتوبة على جبين الرجال السمر الشداد.
في النقاط الحدودية جند مجندة في حب الوطن، على الحدود أسود، كل ضابط وصف وجندى، وحده بطولة، والبطولة جماعية، والصلاة جماعة إن تيسر، والعيون يقظة على الحدود، وساعة الشهادة يتسابقون، كل مهمة يتسابق إليها الأبطال في شوق للشهادة، وكل عملية لها الموعودون.
ننتحر إختلافًا وهم على قلب رجل واحد، نتباكى على أسعار، وتريندات أخبار، وهم مرابطون على الحدود، لا يلهيهم بيع أو تجارة.. ربنا معاهم. و
قبل أن تتشكى من ضيق رزق بفعل الأزمة الاقتصادية المتخلفة عن الحرب الأوكرانية وغلاء الأسعار وفُجر التجار وفظاعة الاحتكار، وغيرها من مفردات عصر الـ«فور جى 4G».. توقف هنيهة، وتمعن فيمن يكتفى بلقيمات يقمن صلبه وهو قائم يحرس في سبيل الله، تذكّروا جميعًا أن هناك على الحدود رجالًا من بين الصلب والترائب أقسموا على حماية الحدود، وعلى الحدود أسود.