Uncategorized

السبع كلمات ..

كان ياما كان زمان، بينى وبين أمى، الله يرحمها، سبع كلمات، طيبات، هن أم كتاب الحياة، لا أذكر منها سوى دعاء ورجاء، يفتح لك الأبواب، ويجعل الناشفة فى إيدك خضرة، وقبلة دافية ع الخد قبل المنام .

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

و عبر نافذة المصري اليوم و في مقاله عن عيد الأم كتب عن السبع كلمات بينه و بين والدته رحمها الله وكل أم توفت و ربنا يُعطي الصحة و العافية و طول العمر للأمهات جميعهن :

كان ياما كان زمان، بينى وبين أمى، الله يرحمها، سبع كلمات، طيبات، هن أم كتاب الحياة، لا أذكر منها سوى دعاء ورجاء، يفتح لك الأبواب، ويجعل الناشفة فى إيدك خضرة، وقبلة دافية ع الخد قبل المنام .

رضا الأم من رضا الرب، والجنة تحت أقدام الأمهات، وقال الحبيب وذكره يطيب: أمك ثم أمك.. وتقبيل الأيادى محبة، والرؤوس طاعة، وحضن الأم دفء وعافية، ومحبتها بلسم وشفاء.

معلوم، اللى من غير أم حالته تغم، واليتم يتم الأم، والذكرى تنفع الطيبين، وطيبة الأم من طيبة الأرض الطيبة، عجباً كل الأمهات الطيبات شربن من ماء النيل !

وردة على قبرها، طيبة الذكر، عالية المقام، وفى عيد الأم يستوجب بعض الوفاء، من ينعم بحضن الأم هو اليوم مسرور، ومن فاتته إلى السماء فليترحم، ويعطف على الأمهات الطيبات فى الجوار.

كل الأمهات طيبات، وأمى نموذج ومثال، كانت جميلة، لماذا هن جميلات؟ لأنهن يتضوَّعن رَائِحَةِ المِسْكِ، فَوَحَانُ رَائِحَتِهِ من رائحة الجنة، بينهن والسماء وصال، باب السماء مفتوح لدعاء الأمهات.

كل هذا الحنان، أمى كانت ينبوع حنان يتفجر من جوه القلب، وقلوبهن جميعاً بفتة بيضاء، الأم خُلقت للعطاء، والعطاء من فيض الرحمن، والعطية من كرم الكرماء، ليس أكرم منهن، يجزلن العطاء، بلا مَنٍّ وَلَا أَذًى.

سبع كلمات طيبات، وتبقى منهن بعض الهمسات، تهمس الأم فى سرها، يسمعها الجنين فى بطنها، وتدعو لابن بطنها، وتغتبط برؤيته وليداً ، وتُسر بحبوه ومشيته على الصراط المستقيم، تعلمه أبجديات الحياة، وتخشى عليه من الحرور والشرور، وتطعمه من لبنها شربة هنية لا يظمأ بعدها أبداً .

عيد الأم من الأعياد التى تُؤلم الأيتام، وفرحة لمن أنعم الله عليهم بالأم تنتظر هدية عيد الأم، وهديتها كلمة، نظرة، محبة، حضن دافئ، ووردة، وخلاصة الوفاء مذابة فى ماء ورد.

السبع كلمات همست بها، وصية فى مشوار الحياة، كان اسمها «رجاء»، وكل الرجاء أن يرحمها الله رحمة واسعة، ويجزيها خيراً عن تعبها فى مشوار الحياة.

دعاء ممهور بالرجاء، وإلى أن نلتقى رسالة محبة ووفاء لذكرى من رحلت وفى عينيها إشفاق على وليدها الذى اشتعل رأسه شيباً ، مهما كبرت فأنت فى نظر أمك صغيرها، تخشى عليك من نسمة الهواء الطاير.

هكذا حال الأمهات الطيبات صعب ترجمة الأشواق، الكلمات لا تُسعف الخلصاء، تعوزهم الحروف منظومة فى جمل مكتوبة، حب الأم مشاعر لا تترجمها حروف، فقط تستشعر الحنان، وتستبطن المحبة، ولا تقوى على النسيان.

سبحانه خلق الحنان فى قلب الأم، كل هذا الحنان من الكريم المنان، شوق إلى حنان أمى، تحس بأن فيه حاجة ناقصاك رغم الامتلاء، إن فرحت فرحتك منقوصة، وإن حزنت يغالبك الدمع، وإن نجحت، وإن تعثرت، تتذكرها كانت تفرح بك، وتحزن لحزنك وتتألم فى سكات، وتتمنى لك الخير فى غدوك ومساك.

لا أحد يضاهى أمى، لا أحد يشيل همى، وكلنا فى الحب والهم سواء، كلنا نتذكرها، ونقف على قبرها نقرأ فاتحة الكتاب، مهداة إلى روحها.. وروحُُ وريحان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى