الفلاح الأصيل .. نجم العام
الفلاح ينتظر الغوث ، ونظرة رئاسية مقدرة للفلاح تُغير طعم الحياة ..
بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
و عبر بوابة أخبار اليوم يكتب رزق مقالاً عن الفلاح و صموده في مواجهة غلاء الاسعار وهو قابضاً على الجمر و الذي يشقي من أجل توفير لقمة العيش الحلال و يحمد ربه في كل وقت و أوان فكتب :
قالوا فى الأمثال «الفِلاحة مناحة»، ولم يلتفتوا إلى أغنية طيب الذكر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «ما احلاها عيشة الفلاح متطمن قلبه مرتاح..».
وما بين المثل والأغنية يقف الفلاح الأصيل شامخا فى حقله، شاكراً ربه، يحمل فأسه، ومُشمراً عن ساعديه وقدماه مغروستان فى الأرض الطيبة فى حبور.
الطُهر عنوانه، والشقا نصيبه، يحنو على زرعته كأولاده ، قانع بما تغله أرضه ، ويأمل فى غلة تكفيه سؤال اللئيم ، يترجى ربه، ويُيمم وجهه إلى السماء، والبركة حاضرة بفضل الدعاء.
الفلاح صامد فى مواجهة غلاء الأسعار، التقاوى والسولار والمبيدات ، تضاعفت أسعارها، ولايزال قابضاً على الجمر، ويرجو نظرة، نظرة يا حكومة، لدعم الفلاح.
الفلاح، يستاهل كل الخير، ودعمه واجب مستوجب، دعم الفلاح عين الاستثمار.
الفلاح لا يبخل بالعرق.. فقط يحس بالأمان من غدر الزمان.
الفلاح رمانة الميزان، ومنى عينيه يضاعف الغلة، ولكن اليد قصيرة عن إدراك الأمانى، والعين بصيرة، والفم مرارته علقم، وحلوه شاى مسكر، متى تحلى العيشة كما يغنى عبد الوهاب.
المواطن الوحيد فى مصر الذى لا يعرف الإجازات، ( لا عارضة ولا مرضية.. ولا طقس سيئ ولا كورونا )، حتى أيام الفوضى، الله لا يعيدها، كان يسمع عنها فى الترانزستور فى الغيط، وينكب على أرضه بفأسه ومحراثه، لا يملك رفاهية الوقت وراه واجب، زرع وبذر وحرث، ورعاية أرضه مهمة مقدسة نذر لها نفسه وحياته.
الفلاح أبو قيراطين طين، وطين الترعة على كعابه، والشقوق محفورة أخاديد فى وجناته، والشمس لوحته، والبرد نشف الدم فى عروقه، يعالج جروحه الحياتية بالعمل الشاق المُستدام .
فلاحنا الطيب فى رقبته كومة عيال، وحامد ربه على الرزق الحلال، تكفيه إبتسامة رضا وسلام ، «مش بتاع كلام»، فقط يرجو نظرة، ليكمل مشوار الأجداد.
الالتفاتة المتأخرة للفلاح تعوض بعض الشقاء ، ولكنها لا تذيب المرارة فى الحلوق ، يحتاج نقلة فى خطة تنموية، فلاح الدلتا حفيد الأجداد العظام يحتاج إلى رؤية زراعية جديدة .
معلوم الخطط الطموحة تستهدف الزراعة فى الصحراء، ولكن فلاح الوادى والدلتا يستحق الشكر والعرفان وقبلها مزيد من الاهتمام، وهذا لا يغيب عن الحكومة، والآمال معلقة فى رقبة الفلاح.
يحتاج إلى عون عاجل، خطة تُعينه على كلفة الزراعة ، الزراعة فى الأرض السوداء القديمة، لم تفقد وزنها فى الميزان ، والفلاح ينتظر الغوث ، ونظرة رئاسية مقدرة للفلاح تغير طعم الحياة .