بقلم الكاتب الصحفي / محمد صلاح
عَودنا الكاتب الصَحفي و الإعلامي السابق محمد صلاح من وقتِِ لآخر بمُشاركة مُتابعيه عبر وسائل التواصل الإجتماعي في ما يكتبه من خواطر تَعن له و تَلح عليه فيترك لها العنان لتنطلق و تُمتعنا بأجمل اللحظات و نبحر معه في بحور ذكرياته و عبير كلماته التي نتمتع بها في سلسلة يوميات كاتب .
كلام … وسلام
كنا أطفالاً لكن لدينا الوعي بقضايا الوطن ، نلهو ونمرح ونبكي ونضحك ونجري تحت المطر ونحزن ونفرح لكن هاجسنا سيناء المحتلة وضرورة تحريرها ، نصيح ونصرخ ونغني ونضرب بعضنا البعض ونحرص كذلك على بعضنا البعض ، نشتاق الى ملابس العيد ونبتهج وآخر فسحتنا وقفة على الناصية أو رحلة الى حديقة الأورمان ، ونلعب الكرة في الشوارع لكن ننتظر اليوم الذي سيعبر فيه الجيش القناة ليزيل آثار الهزيمة ويحقق النصر .
نقرأ ميكي وسمير وتان تان وننبهر بماما نجوى ويُشدنا حوارها مع بقلظ ، ولا نتصور برنامجاً يتحدث فيه المذيع إلى ضيفه إبن رئيس الجمهورية الأسبق ويسأله : أمك كانت بتقول لك ايه ؟! أو : أبوك كان بيعمل إيه ؟ ! كنا نسمع أحمد عدوية وكتكوت الأمير لكن نتحمس مع فايدة كامل : أنا النيل مقبرة للغزاة ، وحليم : عدى النهار ، وعبد الوهاب : طول ما أملي معايا وفي إديا سلاح ، وأم كلثوم : أصبح عندي الآن بندقية .
نلاحق أخبار الخطيب وحسن شحاتة ونتابع رحلات أم كلثوم وحفلاتها لجمع الأموال للمجهود الحربي ونتحدث إلى أنفسنا عن تظاهرات طلاب الجامعات المطالبة بالحرب وتحرير الارض ، ونبني الجدران أمام أبواب العمارات لنحمي أهالينا من شظايا الفانتوم والميراچ .
لم تكن حرب أكتوبر وعبور الجيش قناة السويس وتحرير سيناء ، بالنسبة لنا حدثاً هاشمياً ، رغم ضيق الحال وحياتنا البسيطة ، وإنما حدثاً عميقاً أثار انفعلاتنا وجعل كل منا تمنى لو زاد عمره فجأة بما يسمح له بالالتحاق بالجيش والمشاركة في قتال عدو تربينا على قناعات بأنّ الصراع معه مسألة وجود .
نعم كنا ندرك فخر العسكرية ونتمنى شرف الاستشهاد ، في ذلك السن وعز مرحلة الطفولة كانت تسري في دمائنا معانى الوطن وقيمة الأرض وضرورة تحريرها .
كبرنا وتغيرنا وتغيرت البيئة والمناخ وأنماط السلوك حولنا لأسباب كثيرة ندركها ، لكن بقي الجيش المصري لا يتغير وأن تطور ، يحرس الحدود ويحمي المجتمع ويدافع عن الشعب ويواجه مؤامرات الخارج وعملاء الداخل ، ليبقي فينا مشاعر الانتماء وحنين الذكريات .
ألم يًحن الوقت لعمل وسيلة تواصل عربية علي طريقة ” مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ “
لم نكن جيلاً مميزاً ولكن كنا أبناء البيئة التي نشأنا فيها وصرنا جزءاً منها ، بيئة كان للعلاقات العائلية فيها مذاقها والترابط الأسري مزاياه ، لم تكن خياراتنا متعددة : ثلاث قنوات تلفزيونية وثلاث صحف صباحية وواحدة مسائية وبضعة مجلات اسبوعية ، لكن كنا ندري ما يدور حولنا ونفهم ما يهدد مجتمعنا وأسلوب حياتنا .
صرنا في زمن مواقع التواصل الإجتماعي ونعاني التفكك المجتمعي ، وفي عصر العلم والتكنلوجيا نُعاني الجهل والصلافة والابتذال ، وفي أجواء خالية من المشاعر ومعاني الشهامة والمروءة و الجدعنة بعدما افتقدناها نتذكر لمة العيلة واحترم المدرسة والمدرسين واتخاذ قامات وشخصيات في كافة المجالات القدوة والنموذج ، وقت أن كنا نندم حين نخطئ ونخجل من إندفاعنا ولا نستكبر الاعتذار او الأسف ، ولا ننادي الكبار قبل أن يسبق كلامنا : حضرتك ومن فضلك ولو سمحت .
إنها العبارات التي اندثرت الآن كما الديناصورات .
نعم كانت حرب أكتوبر حدثً جللاً فذاً عظيماً مُفعماً بالبطولات والابداعات الخططية والتضحيات الإنسانية المبهرة ، لكنها كانت نتاج مجتمع وبيئة وعصر تجمعت فيه قيم ومبادئ ومشاهد وسلوكيات أصبحت مجرد ماض نشتاق إليه ونَحِن إلي أيامه ..نعم أحن إلى أيام حرب اكتوبر .
إخترنا لك بالڤيديو د.طارق شوقي يَرد على تصريحات شاومينج حول تسريب إمتحانات الثانوية العامة : ” المّية تكِدب الغَطاس “
نرشح لك د . هالة زايد تُعلن عن الإتفاق الإفريقي المُوحد للقَضاء على الإيدز بحلول عام ٢٠٣٠
نرشح لك د . رامي جلال يَكشف عن خدمة جديدة لتوصيل لِقاح كورونا “دليڤري” و الفِئات المُستفيدة من التَطعيم بالمنزل .