وقف هذا الطفل السورى ليجمع الزجاجات و علب البيبسي طوال اليوم ليحصل فى آخر اليوم على ثلاثة ليرات من أجل شراء رابطة خبز أو طماطم أو بندورة كما يٌسمونها أو خيار .

و أثناء تصويرأحدهم معه لڤيديو فسأله لماذا تعمل فرد لأعيل أمى و أختى الصِغيرة التى عمرها ستة سنوات و إسترسل بتلقائيته قائلاً : من ثلاثة شهور لم نرى البطاطا ( يقصد البطاطس ) ولا الغاز فسأله السائل و لماذا ؟ فأجاب لأنهم غاليين .
و تخرج أمى من الصٌبح لتعمل مثل ما يعمل و تابع إذا الله رزقها بّدى أجيب ٢ كيلو بطاطا و أوزعهم على الناس على روح سيدنا محمد و هنا نرى أنّه لم يٌفّكر فى نفسه بل فى المحتاجين و لما سأله السائل كيف توزعهم و أنت حتى لا تجد الخبز فقال هذه الجملة المليئة بالإيمان الله هو الرازق رغم حداثة سنه .
ثم قال والله العظيم كنت بروح المدرسة و كنت بأعرف أكتب و بدأت الدموع تنساب من عينيه مثل اللؤلؤ

ثم ما زال يسترجع ذكرياته الصغيرة مثله و قال كان زمان عندنا طرطيرة بالضيعة و كان أبى يعمل بها و كنا بنشتغل كتير و لكنه باعها من الفقر الأسود ثم واصل حزنه الممزوج بالبكاء ثم حكى عن خروج أمه للعمل بالرغم من تعبها و عندما إشترت لهم طعام كان فاسداً و تسمموا كلهم و إشترى لوالدته حقنة بثلاثة ليرات و علّق إستغلال كلهم مستّغلين .



صناعة مصرية من الجلد الطبيعى

ثم أخرج من داخله حلمه الصغير بشراء دراجة ليحمل عليها الزجاجات التى يقوم بلمها لأنّ ظهره وجعه من الشيل و لكن لم يٌساعده أحد و بمنتهى التلقائية سأل مٌحاوره إنت منين عمو ؟ فأجابه بحزن أنا نازح مثلك …
هذه رسالة لكل من يقوم بالتشكيك فى كل إنجاز فى بلدنا و يٌحاول هدم ما نبنيه فلتنظر لهذا الطفل الذى علّمته الحياة و هدم وطنّه لا لشيئ إلا لرغبة الغرب فى الحصول على ثرواتهم و بمساعدة الخونة منهم ومن أهل الشر .