آﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎت لطفل التّنمر ﻣﺤﻤﺪ ذو التسع سنوات و الذى قام أطفال بحرقه بالبنزين : ” أﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ اﻋﻴﺶ ﻫﺎﺗﻮﻟﻲ ﺣﻘﻲ” ..
فى أول ﻇﻬﻮر ﻟﻮاﻟﺪ ووالدة اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺤﻤﺪ من محافظة المنوفية ﺿﺤﻴﺔ اﻟﺘﻨّﺮ اﻟذى قام مجموعة من الأطفال بإلقاء البنزين المشتعل عليه و كانت والدته أول من تحدث و حكى هذه القصة الغريبة على مجتمعنا عبر قناة المحور فى برنامج صورة مع علا شوشة عندما خرج محمد لشراء الحلوى له و لأخته بعدما أخذ جنيه من والدته و خرج و عاد لم يصرف منه غير نصف جُنيه و أعطى والدته النصف الآخر و هذا و إن كانَ يدُل فإنما يدل على تحّمله للمسئولية و إحساسه بظروف أسرته رغم حداثة سنه و كانت والدته قد أكّدت على أنّه بالرغم من أنّه الولد الوحيد على بنات إلا أنّه لم يكن مُدللاً و كان دائماً مع والدته فى كل مشوار تخرج فيه .
و إسترسلت والدته وسط تأثرها الشديد و لكنها تٌحاول أن تتمالك نفسها و أكملت : بعد شراء الحلوى قال مٌحمد لوالدته سوف أذهب أمام المنزل لألعب قليلاً و لن أتأخر و لم يمضى إلا وقت قليل و قلق الأم عليه جعلها تُرسل أخته للإطمئنان عليه فإذا بأخته تأتى منهارة من البكاء و تذكر لأمها أنّ الأولاد ولعوا فى أخيها و تجرى الأم و الأب الذى كان مٌتواجداً ليجدوا إبنهم ملفوفاً من أحد الجيران و أسرعوا به للمُستشفى .
و كان الأمل كبير فى شفائه بعد إجراء عدة عمليات خلال شهر عانى فيه الطفل أشد المُعاناة الجسدية و النفسية بسبب أنّه كان دائماً ما يٌردد لوالده و لأكثر من مرة عاوز حقى … أنا عاوز أعيش و هذا ما تفّوه به محمد لعمته عند زيارته حيث كانَ يملؤه الأمل فى الشفاء و الخروج من المستشفى و رغم ما به من آلام إلا أنّه كانَ على إستعداد لمسامحة من فعلوا به هذا الجُرم لو خرج سليماً من المستشفى ولكن الله إسترد وديعته عنده ..
و ناشدت الأم المكلومة من بين دموعها التى لم تستطيع حبسها أكثر من ذلك عاوزة حق محمد إبنى عشان يرتاح ووالده الذى تساءل لماذا يفعل هؤلاء ما فعلوه بابنه و ما كانوا يٌضايقونه به من أنّ والده عامل قمامة و _ كأنّ ذلك وصمة عار بالرغم من أنّ الطفل الجميل محمد كان يعرف قيمة عمل والده و دائماً ما يُثنى عليه تعبه و مجهوده _ و يسرقوا حلمه فى فرحته به و أن هو من يتلّقى عزاء والده و ليس العكس .
رحم الله مٌحمد و صّبر أهله و ذويه …
